»منتدي الدويم الحر «
الرئيسية
الدولة
لم يكن بشار بن برد مخطئا كما ظن بعض من حوله الذين جائوا مستفسرين ومستهزئين لتلك الابيات التي قالها بشار بن برد بالجارية ربابه :
ربابة ربة البيت
...تصب الخيل في الزيت
لها عشر دجاجات
...وديك حسن الصوت
فكيف وفق عقولهم ان يكون هذا الشاعر الكبير ببلاغته ان يقول ابيات مثل هذه وهو القائل رغم انه اعمى منذ ان ولد :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
واسيافنا ليل تهاوى كواكبه !
فهذا المبدع الذي شبه تلك الحالة من ضراوة المعركة
ومدى هولها بليل تتساقط كواكبه فياله من بيت اتضحت فيه بلاغة وعبقرية هذا
الشاعر الذي
لم ير بيوم من الايام ليلا ولا كواكبا ولا اسيافا ولا غيره !
ومع ذلك يراه من حوله انه اصبح اضحوكة عند بعض الشعراء حينما قال ابياته بربابة والتي لاتحمل في طياتها اي بلاغة توصف !
لكن بشار بن برد ذلك الاعمى لم يكن اعمى ادراكا وفهما للحياة ومابها من بشر فلقد رد عليهم بجواب يعتبر بحد ذاته درس لكل صاحب خطاب
فبين لهم بانه حينما خاطب الامه وجماهيرها تكلم بكلام بليغ يصل لاذهان من يهتم بها من العلماء والفقهاء والبلغاء والخطباء
فكان لزاما عليه ان ياتي ببيت كأن مثار النقع !
بينما
ربابة ليست الا جارية لاتهتم الا بما حولها من دجاج ومايهمها من اهتمامات منزليه
ولم يكن مخطئا بشار حينما
قال
لو ذهبتم لربابة وسئلتموها اي الابيات لديها اجمل
قفا نبكي على ذكرى حبيب ومنزل ..
..بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ام
ربابة ربة البيت ..
..تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات ..
..وديك حسن الصوت
فانها لن تقول الا ربابة رب البيت !
كان فهم بشار بن برد يتجاوز فهم من حوله بمراحل
فهاهي ابيات ربابة باقية للان
وايضا ابيات شعره الاخرى
فكان تنوع خطابه لعقول واهتمامات من حوله ابلغ الاثر لبقاء شعره وبقاء حتى اتفه كلماته بعين من يراها كذلك !
فهلا نظر البعض لحاله
حينما يخاطب الناس ويناقشهم باهتماماتهم بان لايكون بعيدا عن ايصال معناه بكثرة تكلفه اللغوي او عكس ذلك ايضا
فمن الصعب ان تخاطب ربابة مثلا بمعاناة الامه وتحاول ان تجعلها تفكر بامور لم تطري لها على بال
ومن الصعب ايضا ان تخاطب العقلاء والمثقفين بخطاب بمستوى ابيات ربابه !
ومن هنا ساعرج الى خطابين نعتبرهم خطابات يجب تصحيحها وتحسينها
في ذات يوم باحد القرى بشمال المملكة كان يلقي علينا خطيب الجمعه خطبته التي نقلها من احد كتب القدامى مماجعل وكأنه يتكلم بالطلاسم
فلو قرأ اخطأ
ولو قرأ بصحه لم يفهم من حوله ماذا تعني كلمة "بهرج" خاصة اذا اذخلت بجمل
منمقة بسجع مكلف ترى تصبب الخطيب عرقا وهو يحاول ان يفهمها ايضا !
وهذه هي احدى اشكاليات الخطاب بخطب الجمعه
خاصة ان هذه الخطب مازالت بعيده غالبا عن افهام غالب المصلين مما يجعل
البعض يعيش اجواء السرحان والخيال والبعض الاخر ياتي متاخرا كي لايثقل على
فهمه تلك الالغاز اللغويه
واخرون قد ياخذوا ركن المسجد ليتجاذبوا اطراف الحديث حول مباراة الاتحاد والاهلي مثلا !
وايضا فان طريقة الحديث نفسها بها من التكلف والتصنع ما بها
فتسمع زمجرة وصراخا وغنة بالصوت الذي ستتعجب منه اذا تكلمت مع صاحبه بعد الخطبه لترى انه مغاير تماما لذلك الصوت ذو الغنة المصطنعه
وهذه المظاهر المتكلفه بالخطاب وطريقة القاءه تنم ايضا عن قصور في تخصص الخطباء وايضا عدم ادراكهم بمن يخاطبون
ولن يكون تصحيح ذلك على عاتق الوزارة بل على عاتق المشائخ اولا بتوعية
الخطيب لايصال معاني ساميه بطريقة يفهمها الناس ولاتستشكل عليهم
ولايعني ذلك ان كل خطب الخطباء هكذا ولكن غالبها كذلك وهنالك بعض الخطب
التي قد تكون بعيده مل البعد عما يهم الناس فالوضع معقد ويحتاج الى تصحيح
ولكن مايهمني هو نوعية الخطاب
وقد يرى البعض ان هذه المعضله هي معضلة خطباء فقط ولكن الامر غير كذلك ايها الاخوه
ففي الصحافة مثلا ومن المعلوم انها المفروض ان تكون مخاطبة لغالب الجماهير
بمستويات عقليه جيده ولكنها ايضا ليست متخصصه جدا كما يفعل بعض الصحفيين او
الكتاب
حينما يهربون من مواجهة مشاكل مجتمعهم ولايريدون مناقشتها نقاشا مباشرا وعقلانيا
فتجدهم
يغرقون مقالاتهم باستخدام المصطلحات الفلسفيه والتي هي بداتها متعددة المعاني وكأنهم يقولون لا تقرئوا لنا او اننا في عالم اخر
فالبعض مايزال بهذه الطريقة ظنا منه انها احدى وسائل اظهار فهم الكاتب ومدى
جدارته على الحصول على تلك الخانه لتلك الجريده التي يعلم هو نفسه كم مرة
استخدمها لامور غير القراءه !
الخطاب الذي يكتبه بعض الكتاب بالجرايد من الممكن ان نقول انه يعاني من نفس مشكلة الخطاب بخطب الجمعه ان لم يكن اكثر من ذلك !
فالخطاب الصحفي تحول من الخطاب الوصفي للاحداث او التمويه على ظاهره سلبيه
الى خطاب جلد الذات وركوب موجة نقد العقل العربي والطلسمه حول ذلك مما جعل
الكثير حينما يقرا لهولاء يشعر بانك امام محاولات فاشله لبعض الذين
لايريدون مواجهة واقعهم فلم يجدوا الا ان يتخيلوا انفسهم بانهم فلاسفة اتوا
لينقدوا العقل العربي تقليدا لمحمد عابد الجابري والذي هو نفسه اخطا
بالكثير من اطروحاته غير العقلانيه الا ان الموضه تجعل بعض الكتاب يعيشون
تلك الخيالات !
وظاهرة ابتعاد خطيب الجمعه والكاتب الصحفي عن مواجة بعض المشاكل الاجتماعيه
والهروب الى الخطاب المطلسم ظاهره تستحق الدراسه ولكن مايهمني الان اثبات
الفرق الكبير بين خطاب واعي يصل للمتلقي وبين خطاب لايصل بسبب تكلفه او
ابتعاد عن مجال اهتمام الاغلبيه
ختاما
كي تصل فكرتك للاخرين اياك ان تجحف طريقة ايصالها بتكلفك
بعض المصطلحات او المفردات التي تجعل الاخرون يرونها طلاسم لن يلتفتوا لها
وسيتجنبوها ليكونوا بمتناول مفكرين اخرين قادرين على ايصال افكارهم بكل
سهوله !
تحياتي
ربابة ربة البيت
...تصب الخيل في الزيت
لها عشر دجاجات
...وديك حسن الصوت
فكيف وفق عقولهم ان يكون هذا الشاعر الكبير ببلاغته ان يقول ابيات مثل هذه وهو القائل رغم انه اعمى منذ ان ولد :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
واسيافنا ليل تهاوى كواكبه !
فهذا المبدع الذي شبه تلك الحالة من ضراوة المعركة
ومدى هولها بليل تتساقط كواكبه فياله من بيت اتضحت فيه بلاغة وعبقرية هذا
الشاعر الذي
لم ير بيوم من الايام ليلا ولا كواكبا ولا اسيافا ولا غيره !
ومع ذلك يراه من حوله انه اصبح اضحوكة عند بعض الشعراء حينما قال ابياته بربابة والتي لاتحمل في طياتها اي بلاغة توصف !
لكن بشار بن برد ذلك الاعمى لم يكن اعمى ادراكا وفهما للحياة ومابها من بشر فلقد رد عليهم بجواب يعتبر بحد ذاته درس لكل صاحب خطاب
فبين لهم بانه حينما خاطب الامه وجماهيرها تكلم بكلام بليغ يصل لاذهان من يهتم بها من العلماء والفقهاء والبلغاء والخطباء
فكان لزاما عليه ان ياتي ببيت كأن مثار النقع !
بينما
ربابة ليست الا جارية لاتهتم الا بما حولها من دجاج ومايهمها من اهتمامات منزليه
ولم يكن مخطئا بشار حينما
قال
لو ذهبتم لربابة وسئلتموها اي الابيات لديها اجمل
قفا نبكي على ذكرى حبيب ومنزل ..
..بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ام
ربابة ربة البيت ..
..تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات ..
..وديك حسن الصوت
فانها لن تقول الا ربابة رب البيت !
كان فهم بشار بن برد يتجاوز فهم من حوله بمراحل
فهاهي ابيات ربابة باقية للان
وايضا ابيات شعره الاخرى
فكان تنوع خطابه لعقول واهتمامات من حوله ابلغ الاثر لبقاء شعره وبقاء حتى اتفه كلماته بعين من يراها كذلك !
فهلا نظر البعض لحاله
حينما يخاطب الناس ويناقشهم باهتماماتهم بان لايكون بعيدا عن ايصال معناه بكثرة تكلفه اللغوي او عكس ذلك ايضا
فمن الصعب ان تخاطب ربابة مثلا بمعاناة الامه وتحاول ان تجعلها تفكر بامور لم تطري لها على بال
ومن الصعب ايضا ان تخاطب العقلاء والمثقفين بخطاب بمستوى ابيات ربابه !
ومن هنا ساعرج الى خطابين نعتبرهم خطابات يجب تصحيحها وتحسينها
في ذات يوم باحد القرى بشمال المملكة كان يلقي علينا خطيب الجمعه خطبته التي نقلها من احد كتب القدامى مماجعل وكأنه يتكلم بالطلاسم
فلو قرأ اخطأ
ولو قرأ بصحه لم يفهم من حوله ماذا تعني كلمة "بهرج" خاصة اذا اذخلت بجمل
منمقة بسجع مكلف ترى تصبب الخطيب عرقا وهو يحاول ان يفهمها ايضا !
وهذه هي احدى اشكاليات الخطاب بخطب الجمعه
خاصة ان هذه الخطب مازالت بعيده غالبا عن افهام غالب المصلين مما يجعل
البعض يعيش اجواء السرحان والخيال والبعض الاخر ياتي متاخرا كي لايثقل على
فهمه تلك الالغاز اللغويه
واخرون قد ياخذوا ركن المسجد ليتجاذبوا اطراف الحديث حول مباراة الاتحاد والاهلي مثلا !
وايضا فان طريقة الحديث نفسها بها من التكلف والتصنع ما بها
فتسمع زمجرة وصراخا وغنة بالصوت الذي ستتعجب منه اذا تكلمت مع صاحبه بعد الخطبه لترى انه مغاير تماما لذلك الصوت ذو الغنة المصطنعه
وهذه المظاهر المتكلفه بالخطاب وطريقة القاءه تنم ايضا عن قصور في تخصص الخطباء وايضا عدم ادراكهم بمن يخاطبون
ولن يكون تصحيح ذلك على عاتق الوزارة بل على عاتق المشائخ اولا بتوعية
الخطيب لايصال معاني ساميه بطريقة يفهمها الناس ولاتستشكل عليهم
ولايعني ذلك ان كل خطب الخطباء هكذا ولكن غالبها كذلك وهنالك بعض الخطب
التي قد تكون بعيده مل البعد عما يهم الناس فالوضع معقد ويحتاج الى تصحيح
ولكن مايهمني هو نوعية الخطاب
وقد يرى البعض ان هذه المعضله هي معضلة خطباء فقط ولكن الامر غير كذلك ايها الاخوه
ففي الصحافة مثلا ومن المعلوم انها المفروض ان تكون مخاطبة لغالب الجماهير
بمستويات عقليه جيده ولكنها ايضا ليست متخصصه جدا كما يفعل بعض الصحفيين او
الكتاب
حينما يهربون من مواجهة مشاكل مجتمعهم ولايريدون مناقشتها نقاشا مباشرا وعقلانيا
فتجدهم
يغرقون مقالاتهم باستخدام المصطلحات الفلسفيه والتي هي بداتها متعددة المعاني وكأنهم يقولون لا تقرئوا لنا او اننا في عالم اخر
فالبعض مايزال بهذه الطريقة ظنا منه انها احدى وسائل اظهار فهم الكاتب ومدى
جدارته على الحصول على تلك الخانه لتلك الجريده التي يعلم هو نفسه كم مرة
استخدمها لامور غير القراءه !
الخطاب الذي يكتبه بعض الكتاب بالجرايد من الممكن ان نقول انه يعاني من نفس مشكلة الخطاب بخطب الجمعه ان لم يكن اكثر من ذلك !
فالخطاب الصحفي تحول من الخطاب الوصفي للاحداث او التمويه على ظاهره سلبيه
الى خطاب جلد الذات وركوب موجة نقد العقل العربي والطلسمه حول ذلك مما جعل
الكثير حينما يقرا لهولاء يشعر بانك امام محاولات فاشله لبعض الذين
لايريدون مواجهة واقعهم فلم يجدوا الا ان يتخيلوا انفسهم بانهم فلاسفة اتوا
لينقدوا العقل العربي تقليدا لمحمد عابد الجابري والذي هو نفسه اخطا
بالكثير من اطروحاته غير العقلانيه الا ان الموضه تجعل بعض الكتاب يعيشون
تلك الخيالات !
وظاهرة ابتعاد خطيب الجمعه والكاتب الصحفي عن مواجة بعض المشاكل الاجتماعيه
والهروب الى الخطاب المطلسم ظاهره تستحق الدراسه ولكن مايهمني الان اثبات
الفرق الكبير بين خطاب واعي يصل للمتلقي وبين خطاب لايصل بسبب تكلفه او
ابتعاد عن مجال اهتمام الاغلبيه
ختاما
كي تصل فكرتك للاخرين اياك ان تجحف طريقة ايصالها بتكلفك
بعض المصطلحات او المفردات التي تجعل الاخرون يرونها طلاسم لن يلتفتوا لها
وسيتجنبوها ليكونوا بمتناول مفكرين اخرين قادرين على ايصال افكارهم بكل
سهوله !
تحياتي
تسلم أيديك 